رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

بمذكرة تفاهم

تحويل «باب العزب» بقلعة صلاح الدين لأول منطقة إبداع في الشرق الأوسط

نشر
جانب من التوقيع
جانب من التوقيع

شهدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق مصر السيادي، وشركة بدايات مصر، لدراسة تحويل منطقة باب العزب بقلعة صلاح الدين الأيوبي، إلى أول منطقة إبداع متكاملة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وبحسب بيان الوزارة اليوم الاثنين، كان صندوق مصر السيادي، وقّع العام الماضي، مع المجلس الأعلى للآثار، عقد تطوير وتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة باب العزب الأثرية، بقلعة صلاح الدين الأيوبي، على أن يتولى المجلس الأعلى للآثار - وحده دون غيره - إدارة المنطقة الأثرية بالكامل و أن يتولى الصندوق تقديم و تشغيل خدمات الزائرين.

جذب الزائرين للمنطقة من داخل مصر وخارجها

وتهدف الدراسة، -محل مذكرة التفاهم- لوضع المخطط العام والجدوى الاقتصادية بغرض عرضه على المجلس الأعلى للآثار لاعتمادها، لخلق أول منطقة إبداع متكاملة ومستدامة في الشرق الأوسط وأفريقيا، في قلب القاهرة التاريخية، بما لها من عمق ثقافي متفرد كأحد أهم مواقع التراث العالمي.

ويأتي ذلك من خلال توظيف المباني التراثية الموجودة داخل منطقة باب العزب، كعناصر جذب هامة تستضيف بداخلها المكونات الأساسية لمنطقة الإبداع من محتوى تعليمي وإبداعي وحرفي وتجاري وترفيهي وترويجي لجذب الزائرين للمنطقة من داخل مصر وخارجها، وتحفيز مخرجات الاقتصاد الإبداعي في مصر وربطه بالشبكات والأسواق العالمية.

جانب من التوقيع

ووقّع مذكرة التفاهم، عمرو إلهامي، المدير التنفيذي لصندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الأثار، وأحمد الشابوري، الرئيس التنفيذي لشركة بدايات مصر.

جاء ذلك بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس رشيد محمد رشيد مؤسس مجموعة بدايات للاستثمار، وأعضاء مجلسي إدارة صندوق مصر السيادي وصندوقه الفرعي مجموعة بدايات للاستثمار، ورؤساء المكاتب الاستشارية القائمة بأعمال الدراسة ولفيف من ممثلي المجتمع التراثي والإبداعي في مصر.

إنشاء كيان اقتصادي كبير قادر من خلال الشراكة

وتشغل منطقة باب العزب، الجزء السفلي من قلعة صلاح الدين الأيوبي المقابل لميدان الرميلة ومدرسة ومسجد السلطان حسن ومسجد الرفاعي. 

وكان باب العزب لمئات السنين المدخل الرئيسي للقلعة إلى أن قام محمد علي بإنشاء الباب الجديد المقابل لمنطقة الحطابة حالياً.

جانب من التوقيع

وبدورها قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادي، إن مشروع دراسة تطوير باب العزب، يهدف لخلق بيئة محفزة لرواد الأعمال والمبدعين المصريين والأجانب، تمكنهم من تطوير منتجاتهم وعلاماتهم التجارية حتى تتمكن من الوصول والمنافسة بها في الأسواق العالمية.

وأضافت الوزيرة، أن إنشاء صندوق مصر السيادي، جاء في إطار خطة الدولة المصرية لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وما يتطلبه ذلك من زيادة حجم الاستثمارات وتنوع مصادر التمويل، فكانت هناك ضرورة لإنشاء كيان اقتصادي كبير قادر من خلال الشراكة مع شركات ومؤسسات محلية وعالمية على زيادة الاستثمار والتشغيل والاستغلال الأمثل لأصول وموارد الدولة لتعظيم قيمتها وإعطاء دفعة قوية للتنمية والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.

وتابعت أن الصندوق يسعى لخلق ثروات للأجيال المستقبلية عن طريق تعظيم الاستفادة من القيمة الكامنة في الأصول المستغلة وغير المستغلّة في مصر وتحقيق فوائض مالية مستدامة، وذلك من خلال تصميم منتجات استثمارية فريدة من نوعها.

ترميم وإحياء منطقة «باب العزب» بالقلعة

ونوهت الوزيرة، بأن هذه الخطوة تعد أولى مشروعات استثمار صندوق مصر السيادي في القطاع السياحي والثقافي والخدمي بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، التي ستشمل ترميم وإحياء منطقة "باب العزب" بالقلعة، بهدف تقديم وتشغيل خدمات الزائرين بها، ضمن خطة شاملة تستهدف إعادة تأهيل منطقة غير مستغلة بالقلعة وفتحها للجمهور، بعد ترميمها وإضافتها إلى قائمة المزارات والمقاصد السياحية التاريخية والثقافية.

وزيرة التخطيط

وتوقعت الوزيرة، أن يقوم المشروع موضوع الدراسة بخلق مئات من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، لأبناء المنطقة المحيطة، وجذب الاستثمارات في المجالات الابداعية المختلفة وخلق مناخ يساهم في الحفاظ على العديد من الحرف التقليدية وتطويرها.

ومن جهته، قال المهندس رشيد محمد رشيد، مؤسس مجموعة بدايات للاستثمار، إن المشروع موضوع الدراسة، سيعمل على إعادة مصر لمكانتها الطبيعة كأحد أهم مراكز الإبداع في العالم، مشيرا الى أن الاقتصاد الإبداعي هو أحد أسرع القطاعات نمواً في العالم.

وألقى الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كلمة نيابة عن الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، أكد فيها اهتمام الدولة بالحفاظ على المباني الأثرية وصيانتها واستغلالها استغلالاً حضارياً يحترم القيمة التاريخية الفريدة ويقدم للزائرين تجربة متميزة من خلال أنشطة ثقافية توعوية وخدمات ذات مردود اقتصادي يعزز من استدامة الموقع الأثري، وخلق نمط جديد لجذب السياحة المرتبطة بالصناعات الإبداعية مما يساهم فى التنمية السياحية.

جانب من التوقيع

وأشار إلى انتهاج وزارة السياحة والآثار، -على مدار السنوات الأخيرة- نهجاً جديداً وهو الاهتمام بتعزيز تجربة الزائرين في المواقع الأثرية والمتاحف، بإضفاء البرامج الثقافية والخدمات الترفيهية لتكون الزيارة ثرية وممتعة ويتخللها سبل الراحة للزائرين بمختلف أعمارهم، لتشجيع الزيارات المتكررة وجعل المواقع الأثرية واجهة سياحية جاذبة.

الاهتمام بقلعة صلاح الدين الأيوبي بموقعها في قلب القاهرة 

وأوضح أنه إيماناً بأهمية التعاون مع الجهات المتخصصة ذات الخبرة في تقديم وتشغيل الخدمات، عُقد عدد من الشراكات المثمرة مع الجهات الوطنية وشركات القطاع الخاص لتقديم وتشغيل الخدمات في منطقة أهرامات الجيزة – قصرالبارون إمبان بمصر الجديدة - قلعة صلاح الدين الأيوبي وغيره.

ولفت إلى أن القاهرة التاريخية والفسطاط، تشهد اهتماماً غير مسبوق من قبل القيادة السياسية في الآونة الأخيرة، يواكب ذلك الاهتمام بقلعة صلاح الدين الأيوبي بموقعها في قلب القاهرة، التي يقصدها الزائرين كمزار رئيسي كونها أهم معالم القاهرة التاريخية - أحد أكبر المدن التراثية المسجلة على قائمة مواقع التراث العالمي (اليونسكو)، حيث لعبت قلعة صلاح الدين الأيوبي دوراً هاماً في تاريخ مصر على مر العصور كونها العاصمة السياسية للبلاد ومقراً للحكم قرابة سبعة قرون.

وأردف أن القلعة تبدأ خلال الفترة القادمة في استعاده رونقها بعد الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة بجامع محمد علي باشا لنرى النقوش الكتابية الملونة البديعة ويعود بريق النجف الأثري وتعود دقات الساعة بعد توقف دام قرابه 170 عاماً لتزهو بعد ترميم برج الساعة بنقوشه المذهبة وتعود جدران المزارات والقباب إلي سابق زهوها.

جانب من التوقيع

ومن ناحيته، قال أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، إن الصندوق سيعمل جنبا إلى جنب مع "بدايات" ومستثمرين من القطاع الخاص عبر الصندوق الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الأثار، على ترميم وصيانة المباني الأثرية أو ذات الطابع المعماري المتميز وتأهيل وتجهيز المباني الأخرى بالمناطق المرخص بها وإعدادها لتقديم الخدمات للزائرين والسائحين. 

وواصل أن الصندوق الفرعي يهدف إلى المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال إدارة الأموال والأصول وتحقيق الاستغلال الأمثل لها وفقاً لأفضل المعايير والقواعد الدولية لتعظيم قيمتها واستدامتها من أجل الأجيال القادمة.

مخطط عام للترميم تحت الإشراف المباشر من المجلس الأعلى للآثار

وأورد أنه سيتم إعداد مخطط عام للترميم تحت الإشراف المباشر من المجلس الأعلى للآثار وإعادة إحياء المنطقة وتحديد مكونات المشروع الاستثمارية، ضمن توجه الدولة نحو الاقتصاد المستدام والحفاظ على الآثار، كما يهدف لربط المنطقة بمحيطها عن طريق باب العزب والتكامل على نفس النسق العام ضمن إعادة تأهيل القاهرة التاريخية بدعم من رئيس مجلس الوزراء. مشيرا إلى أنه سيتم إشراك مطورين ومتخصصين آخرين في باقي مكونات المشروع.

في السياق ذاته، قال المهندس أحمد الشابوري – الرئيس التنفيذي لشركة بدايات مصر، إن الدراسة يقوم بها 8 مكاتب استشارية دولية ومصرية. وأكد أن المشروع يبني على الدراسات السابقة لمنطقة باب العزب التي قام بها عدد من خبراء التراث المصريين والمؤسسات الدولية خلال العقدين الماضيين.

جانب من التوقيع
عاجل