رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

«حدث تاريخي».. «الآثار» تكشف تفاصيل افتتاح مقبرة زوسر

نشر
مقبرة زوسر- أرشيفية
مقبرة زوسر- أرشيفية

أكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن افتتاح المقبرة الجنوبية بمنطقة سقارة "مقبرة زوسر" بعد ترميمها يمثل حدثا تاريخيا، موضحا أن عملية الترميم استغرقت 15 عاما بتكلفة بلغة نحو 130 مليون جنيه شملت هرم سقارة والمقبرة.

وقال وزيري،  خلال افتتاح المقبرة اليوم الثلاثاء إن مشروع ترميم هرم سقارة والمقبرة الجنوبية بدأ في عام 2006 وشملت مشروع ترميم معماري دقيق في منتهى الأهمية لإنقاذ هذا الأثر الذي يعتبر أقدم بناء حجري في العالم وهو هرم زوسر.

وأضاف أنه في مارس 2020 افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الهرم المدرج بعد انتهاء ترميمه، واليوم بعد 15 سنة من أعمال ترميم معماري دقيق وتثبيت وحقن للشروخ وإعادة الأحجار لمكانها في المقبرة الجنوبية اليوم تفتتح ولأول مرة بعد ترميمها.

وأوضح أن المقبرة الجنوبية تقع في الركن الجنوبي الغربي من مجموعة الملك زوسر الجنائزية التي تعد أقدم بناء حجري في العالم القديم وتعود لعصر الأسرة الثالثة في الدولة القديمة، واكتشفها الأثري الإنجليزي سيسيل مالابى فيرث عام 1928.

وأشار إلى أن تسمية المقبرة بالجنوبية له أكثر من سبب منها أن كل الملوك في الأسر القديمة لهم مقبرتين مقبرة جنوبية وشمالية، وأن الملك زوسر سار على نفس النهج وأقام لنفسه مقبرتين واحدة جنوبية وأخرى ملكية، وهناك تفسير آخر أن هذه المقبرة الجنوبية ربما تكون خاصة بحفظ أواني الأحشاء التي تضم المعدة والأمعاء والكبد والرئتين، والتفسير الثالث أنها قبر رمزي للملك زوسر تمييزا لها عن المقبرة الملكية الموجودة في أبيدوس بصعيد مصر.

وأوضح وزيري، أن المقبرة تتكون من فوهة بئر تبلغ مساحته 7.5 متر * 7.5 متر بعمق 31 مترا، وذلك في تعديل لعمق المقبرة المسجل في المراجع والكتب هو 28 مترا .

وعن شكل المقبرة، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأثار إنه بعد النزول للسلم العميق والوصول لبئر الدفن يوجد تابوت يعتبر واحد من الأضخم من حجر الجرانيت الوردي وهو ليس كتلة واحدة، بل هو عبارة عن 16 بلوكا من الجرانيت الوردي وزنهم كلهم حوالي 120 طنا.

وأضاف: "علينا تخيل مدى حجم وصعوبة العمل في رفع البلوكات الحجرية بالكامل من أجل عمل تثبيت التربة أثناء عملية الترميم، والعمل انتهى الحمد لله بعد هذا المجهود الكبير".

وأوضح أن المقبرة ستفتتح رسميا لكل زوار منطقة سقارة اعتبارا من اليوم على أن تكون أسعار تذاكر الزيارة للمصريين 40 جنيها و للطالب المصري 20 جنيها و الأجنبي 100 جنيه و الطالب الأجنبي 50 جنيها، وتشمل الزيارة مدخل المقبرة الجنوبية والبئر حتى نهايته والتابوت الحجري".

من جانبه، قال أشرف عويس مدير ترميم أثار سقارة إن "هذا يوم تاريخي نفتتح فيه أحد أهم الأعمال الأثرية بسقارة سواء هرم زوسر الذي افتتح العام الماضي أو ترميم المقبرة الأثرية".

وأضاف أنه "منذ 15 سنة لم يكن أحد يستطيع النزول للمقبرة بسبب الانهيارات الكبيرة جدا، ولكن أعمال الترميم أثبتت تغير نظريات ومعلومات تاريخية".

وأوضح أن التابوت الحجري كان مذكور أن طوله 170 سنتيمترا فقط، الآن بعد الترميم أصبح حجرة جرانيتية أي تابوت كبير جدا، وهذا التابوت تم إخراجه من مكانه وترميمه فوق الأرض وإعادته إلى مكانه داخل المقبرة مرة أخرى بنفس الوضع الذي كان عليه.

وأشار إلى أنه تم تثبيت الانهيارات على مداخل المقبرة وتم استخدام المونة الجيرية في الترميم، كما أنه داخل المقبرة كان هناك جدار مائل باتجاه البئر وكان معرضا للانهيار، وتم تخفيف حمل الجدار لمنع أي مشاكل.

وقال إن "ممرات المقبرة كان بها قطع فنية تسمى "الفيانس" وهي عبارة عن أحجار زرقاء اللون تشبه السيراميك كانت تستخدم لتزيين الممرات منذ 4500 سنة، كان أغلبها متساقط، تم ترميمها وإعادتها لمكانها".

وتقع المقبرة الجنوبية للملك زوسر في الركن الجنوبي لمجموعته الجنائزية بمنطقة آثار سقارة، وتتكون من جزئين؛ العلوى عبارة عن مبنى كالمصطبة مشيد من الحجر الجيري وبه إفريز مزين بحيات الكوبرا، والجزء السفلى منحوت فى الصخر على عمق 31 مترا ويمكن الوصول إليه بسلم حجري يؤدي إلى باب منحوت فى الصخر أيضا ثم ممر المدخل به سلم حجري يؤدي بدوره إلى باب المقبرة والذي يؤدي إلى الممرات الداخلية المؤدية إلى مستوى فراغات المقبرة والتي تزينها لوحات جدارية مزينة بأحجار الفيانس الأزرق.

وتعد منطقة آثار سقارة من أهم المناطق الأثرية في مصر، حيث يوجد بها مقابر تغطي جدرانها نقوش في غاية الجمال والروعة، كما يوجد فيها أهرام ومعابد ومدافن السيرابيوم، وقد اشتق اسمها من إله الجبانة "سوكر".

وتعد جبانة سقارة الجبانة الوحيدة في مصر التي تتضمن مقابر منذ بداية التاريخ المصري وحتى نهايته تتضم أيضاً العديد من الآثار من العصرين اليونامي والروماني، وصنفتها منظمة اليونسكو كموقع تراث عالمي عام 1979.

عاجل