رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

"الشائعات بين تزييف الأخبار وغزو العقول" كتاب جديد يكشف حروب العصر الحديث

نشر
مستقبل وطن نيوز

صدر كتاب (الشائعات بين تزييف الأخبار وغزو العقول) للكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام، عن مركز الأهرام للترجمة والنشر، في توقيت بالغ الدقة.


ويسلط الكتاب الضوء عبر فصوله الأربعة، على الشائعات فقط، باعتبارها واحدة من أخطر وأهم الظواهر الاجتماعية، التي عرفتها البشرية منذ بداية التاريخ، وإنما يطلق العديد من أجراس الخطر، حول تنامي تلك الظاهرة، وانسحابها على كثير من مناحي حياتنا السياسية في السنوات الأخيرة، ليس على المستوي المحلي فقط، وإنما على المستوى الدولي.


ووفقا للكاتب تحولت الشائعات إلى أحد أهم الأدوات التي تستخدم في الحروب الحديثة، أو ما يعرف في الأدبيات الاستخباراتية بـ "الحرب السيبرانية الحديثة"، وهي أداة تشمل إلى جانب الشائعات العديد من الأدوات الفرعية الأخرى، التي تندرج تحت الشائعة، والتي تتراوح ما بين الأخبار الكاذبة والقصص المزيفة، التي تحفل بها فضاءات شبكة الإنترنت الدولية، وتتصدر محركات البحث في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي.


ويصف الكاتب في كتابة كيف تحولت مواقع التواصل الاجتماعي في العصر الحديث، إلى حصان طروادة الجديد، الذي تسللت من خلاله آلاف الشائعات، والأخبار المغلوطة، التي كانت سببا رئيسيا في اندلاع ما يسمي بـ "ثورات الربيع العربي"، قبل أن يثبت مع الأيام زيف تلك الشائعات، التي لعبت جماعة الإخوان وحلفاؤها من قوى ما يسمي بـ"الإسلام السياسي" دورا كبيرا في ترويجها، والاستفادة منها، ولكن بعد أن دفع الوطن العربي الثمن فادحا من استقلاله وحريته.


واستند الكاتب في رصده لتلك الظاهرة، تجربة حياتية، لم تتوقف عند حد رئاسته لتحرير أكبر مؤسسة صحفية في مصر والشرق الأوسط، وإنما على مراحل طفولته في صعيد مصر، وهذا الزخم الكبير من الأساطير التي سرعان ما امتزجت بعشرات الحكايات التي كانت تحكيها الجدات للأطفال، قبل أن تتزاوج على نحو مدهش، مع عشرات من الشائعات، التي ارتبطت بمهنة التنقيب غير الشرعي عن الآثار، وغيرها من الشائعات الأخرى، عن لصوص المقابر، وسرقة الآثار باستخدام الأعمال السحرية، والزئبق الأحمر والبخور المغربي.


ويغوص كتاب (الشائعات بين تزييف الأخبار وغزو العقول) في تفاصيل تلك الحروب الحديثة، التي اتخذت من الشائعات، منصات لإطلاق الأكاذيب وتقويض أمن واستقرار دول، ويقدم على ذلك العديد من الأمثلة، وكيف نجحت ما يسمي بـ"خوارزميات الذكاء الاصطناعي"، في تقديم فرص هائلة لنشر الأخبار غير الصحيحة، وهو التزييف الذي بلغ حد التلاعب في فيديوهات مصورة، عبر برامج ما يسمى بالكذب العميق، وهو اصطلاح تم صكه من كلمتين في إشارة إلى استخدام أدوات تعريف ومعالجة للبيانات، في دورات عديدة وعميقة، كما أنها تشير بشكل خاص إلى الشبكات العصبية التي تستطيع التعرف على الصور.


ويستعرض كتاب علاء ثابت الجديد، العديد من القصص التي تتعلق بالسيل الجارف من الشائعات، التي تعرضت لها مصر خلال السنوات الأخيرة، ضمن مخطط شاركت فيه العديد من الدول الإقليمية والقوى الدولية، التي شعرت بالسخط من سقوط مشروع تمكين الإخوان، لتحول المنطقة بكاملها إلى أرض محروقة، يسهل السيطرة عليها ابتلاع خيراتها، ولهذا كان المترصدون قوى متنوعة تمتلك أدوات مهمة، ولها أتباع في الداخل، وقنوات فضائية وصحف ومواقع وذباب اليكتروني، ومتدربون على أساليب بناء وترويج الشائعات، التي تعد التمهيد النيراني الضروري لتقويض مؤسسات الدولة، يليها التدخل المباشر إذا ما نجحت في إشاعة الاضطرابات.


ويأتي كتاب علاء ثابت في وقته، ليس فقط لأنه يفضح جانبا مهما من مخطط كبير تعرضت له مصر وعدد من بلدان المنطقة العربية، ولكن لأنه يدق ناقوس الخطر، بأهمية الوعي لما يجري في تلك الحروب الحديثة، التي تمتزج فيها الأطماع بالسياسة بسطوة الاقتصاد والتكنولوجيا، وحيث لا مكان في هذا العالم الجديد، سوى للعمل وإعادة بناء القدرات الذاتية والعامة، لصد هذا الهجوم الكاسح.

عاجل