رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى تأسيسها.. قصة إنشاء جامعة الدول العربية وتوقيع الوثيقة التاريخية في قصر الزعفران

نشر
مستقبل وطن نيوز

في بداية الأربعينات كان العرب يسعون إلى تكوين كيانا يوحد بينهم ويعمل على لم الشمل، ومواجهة الأخطار التي تحدق بهم من كل اتجاه، توافقت أحلامهم مع بيان وزير الخارجية البريطاني إيدن الذي أعلن فيه تأييد حكومة بلاده آمال الوحدة العربية واستعدادها لمعاونة العرب.

 وجاء في البيان الذي صدر في 29 مايو 1941: "كثيرون من مفكري العرب يرجون للشعوب العربية درجة من الوحدة أكبر مما هي عليه الآن، وحكومة صاحب الجلالة من ناحيتها ستؤيد كل التأييد أية خطة تلقى من العرب موافقة عامة".

 

وفي العام التالي كان مصطفى النحاس رئيس الوزراء المصري ألقى خطابا في مجلس الشيوخ أعلن فيه سعي مصر إلى عقد مؤتمرا للقادة العرب لبحث أمر الوحدة العربية، وفي الأردن جاءت تصريحات الملك عبدالله الأول متوافقة مع ما دعا إليه.

ودعت القاهرة في 5 سبتمبر 1942 كلا من السعودية ولبنان والعراق وشرق الأردن وسوريا و اليمن لإيفاد مندوبين عنها لتبادل الرأي في موضوع الوحدة، وتشكلت من هؤلاء المندوبين، إضافةً إلى ممثل عن الفلسطينيين، لجنة تحضيرية عقدت اجتماعاتها على امتداد أسبوعين في الإسكندرية، وبدأت مرحلة عرفت باسم "مشاورات الوحدة العربية".

وعاد وزير الخارجية البريطاني ليجدد بقوة ما سبق أن أكده في عام 1941 حيث أصدر بيانا ثانيا في فبراير 1943 يؤكد فيه مساعدة بريطانيا لقيام الجامعة العربية.

أعقب ذلك اجتماع مصطفى النحاس رئيس الوزراء المصري مع كل من جميل مردم بك رئيس الوزراء السوري وبشارة الخوري رئيس الكتلة الوطنية في لبنان الذي أصبح رئيسا للجمهورية اللبنانية فيما بعد، فيما هدف الاجتماع إلى إنشاء جامعة عربية تحتضن كافة الدول العربية وترعاهم.

 

وقد بدأت تنتشر هذه الفكرة وتنمو، وبدأ العمل الجاد عليها مع تعدد الأفكار حول الصورة التي سوف يظهر بها هذا الكيان الوليد.

 

وجاءت الخطوة الكبيرة في  السابع من أكتوبر الأول 1944 بالتوقيع على بروتوكول الإسكندرية من قبل رؤساء حكومات مصر ولبنان وشرق الأردن وسوريا والعراق، بينما نصت وثيقة الإسكندرية على عدد من المبادئ حول إنشاء وتسيير المنظمة التي ستجمع الدول العربية المستقلة، وهي المبادئ التي تضمنها ميثاق الجامعة فيما بعد.

أما مراسم التوقيع على البروتوكول فقد اقيمت بمقر إدارة جامعة فاروق الأول حينذاك (جامعة الإسكندرية حاليا)، وقد أرجأ وفدا السعودية واليمن التوقيع إلى ما بعد إطلاع حكومتيهما على نص البروتوكول، فوقعت السعودية على هذه الوثيقة في 3 يناير 1945 واليمن في 5 فبراير 1945.

وجاء التأسيس العملي للجامعة رسميا في 22 مارس 1945، وسبق ذلك في 3 مارس من العام نفسه انتهاء اللجنة السياسية الفرعية التي أوصى بروتوكول الإسكندرية بتشكيلها، من أعمالها، بعد أن عقدت 16 اجتماعاً بدار وزارة الخارجية المصرية بالإسكندرية. وقد أعد أعضاؤها صيغة ميثاق جامعة الدول العربية معتمدين على "بروتوكول الإسكندرية".

في 22 مارس 1945 كان التوقيع على الصيغة النهائية لنص "ميثاق جامعة الدول العـربية" من قبل رؤساء حكومات خمس دول عربية هي لبنان ومصر والعراق وشرق الأردن وسوريا، ثم وقعت السعودية فيما بعد على النسخة الأصلية.

وتألف الميثاق من 20 مادة حددت مقاصد الجامعة والأطر الأساسية لنظام عملها، وقد جرت مراسم التوقيع على هذه الوثيقة التاريخية في البهو الرئيسي لـ قصر الزعفران في القاهرة.

 

وكان رأي اللجنة التحضيرية قد انعقد على تسمية المنظمة الوليدة "جامعة الدول العربية"، بعد مناقشات مستفيضة لثلاث تسميات مقترحة، أولاها "التحالف العربي"، وثانيتها الاتحاد العربي، وثالثتها الجامعة العربية، فيما شهد يوم 22 مارس اختيار عبد الرحمن عزام أميناً عاماً للجامعة ليكون أول أمين عام في تاريخ الجامعة العربية وتولى المنصب إلى سنة 1952.

عاجل