رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

رئيس الوزراء: الإعلام أصبح سلاحًا للدفاع عن الدولة الوطنية ومواجهة الفكر المُتطرف

نشر
مستقبل وطن نيوز

ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة بشأن دور الإعلام العربي في الوقت الراهن، في ضوء الأوضاع الإقليمية والعالمية المحيطة، وذلك خلال فعاليات منتدى الإعلام العربي 2020، في دورته التاسعة عشر التي تقام افتراضيا، توجه في مستهلها بالتحية للمشاركين في المنتدى السنوي، الذي يعقد تحت رعاية كريمة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.  

وقال رئيس الوزراء: إنه يتأكد يومًا بعد يوم أهمية الإعلام في واقعنا المعيشي، وعالمنا المعاصر، فأصبح له دور مهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام، من أجل تهيئته إعلاميا، وتتعاظم هذه الأهمية مع التقدم التقني الهائل في عالم الاتصالات، لافتا إلى أنه بالعودة قليلا إلى الوراء، حينما كان الإعلام إعلاما تقليديا، يقدم رسالته المنوطة به، إخبارا، وتثقيفا، وتوعية، وتنويرا، وأنه بنظرة إلى الإعلام في وقتنا الراهن، ندرك أنه أصبح سلاحا من أقوى الأسلحة المنوط بها الدفاع عن الدولة الوطنية وتثبيت أركانها، ومجابهة الأخطار التي تحيط بها سواء في الداخل أو الخارج.

وأضاف مدبولي أن القرن الحادي والعشرين يعد عصر الإعلام والدعاية الدولية بكل مكوناتها السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، ومع ثورة الاتصالات والمعلومات، أصبح العالم قرية إلكترونية صغيرة، ومع ما تشكله وسائل الإعلام من دور بالغ التأثير، في العملية السياسية، وما تعكسه من طبيعة العلاقة بين الدول ومجتمعاتها، وتعزيز قيم المشاركة السياسية، وصنع القرار السياسي، أصبحت وسائل الإعلام، إما مصدر قوة للدول أو مصدر ضعف لها، يمكن استغلاله في حروب الجيلين الرابع والخامس.

وأشار إلى أن وسائل الإعلام العربية والعالمية في الآونة الأخيرة، قد ركزت على التهديدات والتحديات التي تواجه المنطقة، ومنها ظاهرة الإرهاب والتطرف، وما لها من انعكاسات على المنطقة العربية والعالم أجمع، ولا شك أنها ظاهرة تحظى باهتمام الشعوب، والحكومات في شتى أنحاء العالم، لما لها من آثار خطيرة على أمن الدول واستقرارها بل ومستقبلها بوجه عام.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر واجهت عدة تهديدات وتحديات، كان للإعلام دور بارز فيها، وذلك فيما يتعلق بالملف المائي، وما دار حوله من شائعات وأكاذيب، وكذا الصراع في ليبيا، بالإضافة إلى الصراعات على مصادر الطاقة في شرق المتوسط.

وأشار مدبولي إلى أنه من هذه المنطلقات يتضح لنا الدور المهم للإعلام في مكافحة الإرهاب، والفكر المتطرف المؤسس له، من خلال نشر الفكر الوسطي المعتدل وقيم التعايش المشترك، حيث إن العالم حاليا، يشهد ثورة تقنية ومعلوماتية أتاحت لوسائل الإعلام المزيد من الفرص لتعظيم دورها  وتحقيق رسالتها وأهدافها، وذلك من خلال ظهور الكثير من وسائل الإعلام الحديثة، ذات القدرة العالية على الوصول إلى قطاعات جديدة من الجمهور لم يكن في مقدور  وسائل الإعلام التقليدية الوصول إليها، ومن المؤسف أن العديد من الجماعات الإرهابية استغلت بعض وسائل الإعلام للترويج لخطابها المضلل كما وظفتها في تجنيد المزيد من الأتباع، الأمر الذي يحتم بطبيعة الحال  قلب الطاولة على ما تسعى إليه هذه الجماعات  من أهداف خبيثة تزعزع استقرار الأوطان، وذلك من خلال  قيام الإعلام بدوره الحقيقي بشكل واع مستنير لمحاربة الفكر الإرهابي.

وأضاف رئيس الوزراء أن التطور التكنولوجي أتاح لنا الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بما لها من قدرة عالية على تتبع مثل هذه الأخبار والشائعات الهدامة، وأنه رغم إيماننا بالدور الحيوي للتكنولوجيا، في تطوير بيئة العمل الإعلامي، فإن هذا لا يعني أن التكنولوجيا وحدها كافية لخلق إعلام قوي بل يظل الإبداع الإنساني، والفكر الابتكاري، والعمل البشري الخلاق، من أهم الأعمدة الأساسية   التي تحقق منظومة إعلامية متميزة قوامها إعلاميون، على قدر عال من الكفاءة والمهارة والتميز والمهنية.

وأكد رئيس الوزراء أن مصر حققت نجاحات عديدة في ملف الإرهاب رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه من جهات كثيرة، وأن مصر ما زالت في طريقها للقضاء عليه وبتره من جذوره، وتساندها وسائل الإعلام المهنية في توضيح الحقائق وكشف الوجه الحقيقي للإرهاب وإظهاره للمجتمع الدولي ليكون شاهدا وداعما لما تقوم به مصر في حماية أرضها والمنطقة بأسرها، بل والعالم كله من خطر الإرهاب، وندرك ضرورة وأهمية سلاح الإعلام والتوعية في مثل هذه الحروب، ولذا أحيى جهود مؤسسات الدولة الإعلامية ومراكزها الفكرية وجامعاتها في إبراز مساوئ الإرهاب التي تعاني منها جميع الدول، وتفكيك المنظومة الفكرية للتنظيمات الإرهابية وتحليلها للقيام بمعالجتها وحماية شبابنا من أغلالها.

ولفت مدبولي إلى أنه مع تفشي جائحة كورونا وتداعياتها الخطيرة التي طالت العالم بأسره، مما كان له بالغ الأثر على جميع نواحي الحياة ورغم محاولة البعض تقليل، وإنكار الجهد المبذول من الدولة   والحكومة المصرية، في مواجهة الجائحة، أتت التقارير والمؤشرات الدولية، التي تمتلك قدرا كبيرا من الحيادية والموضوعية لتشيد بقدرة الاقتصاد المصري وصموده أمام التداعيات التي ارتبطت بالجائحة، ولتدحض هذه الافتراءات وتضع مصر في مكانته.

عاجل