رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

في ذكرى وفاته الـ 23 | قصة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مع السيدة زينب (1-3)  

نشر
مستقبل وطن نيوز

كان ميلاده بداية تاريخ حقيقي لقريته ولمدينة أرمنت بمحافظة قنا التي دخلت بصوته التاريخ من أعذب أبوابه.

ولد القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد عام 1927 بقرية المراعزة لينشأ في تلك البقعة الطاهرة التي تهتم بالقرآن الكريم حفظاً وتجويدا..

الجد كان من الأتقياء والحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القرآن وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد أحد المجودين المجيدين للقرآن، أما الشقيقان محمود وعبد الحميد فكانا يحفظان القرآن بالكتاب فلحق بهما أخوهما الأصغر سنا "عبد الباسط" وهو في السادسة من عمره..

التحق الطفل الموهوب عبد الباسط بكتّاب الشيخ "الأمير" ولاحظ عليه الشيخ أنه يتميز بالنبوغ وسرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع.. وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعاً بأداء طيب يستوقف كل ذي سمع حتى الملائكة الأبرار.

وفي عام 1950 ذهب الشيخ عبد الباسط ليزور آل بيت رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وكانت المناسبة التي قدم من أجلها مع أحد أقربائه الصعايدة هي الاحتفال بمولد السيدة زينب.. والذي كان يحييه عمالقة القراء المشاهير كالشيخ عبد الفتاح الشعشاعي والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد العظيم زاهر والشيخ أبو العينين شعيشع وغيرهم من كوكبة قراء الرعيل الأول بالإذاعة. وبعد منتصف الليل والمسجد الزينبي يموج بأوفاج من المحبين لآل البيت القادمين من كل مكان من أرجاء مصر كلها..

 ستأذن أحد أقارب الشيخ عبد الباسط القائمين على الحفل أن يقدم لهم هذا الفتى الموهوب ليقرأ عشر دقائق فأذن له وبدأ في التلاوة وسط جموع غفيرة وكانت التلاوة من سورة الأحزاب، فعم الصمت أرجاء المسجد واتجهت الأنظار إلى القارئ الصغير الذي تجرأ وجلس مكان كبار القراء وما هي إلا لحظات وانتقل السكون إلى ضجيج وصيحات رجت المسجد مرددين "الله أكبر، ربنا يفتح عليك" وبدلاً من القراءة عشر دقائق امتدت إلى أكثر من ساعة ونصف، وخيل للحاضرين أن أعمدة المسجد وجدرانه وثرياته انفعلت مع الحاضرين وكأنهم يسمعون أصوات الصخور تهتز وتسبح بحمد ربها مع كل آية تتلى بصوت شجي ملائكي يحمل النور ويهز الوجدان بهيبة ورهبة وجلال.

ومع نهاية عام 1951 طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبد الباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ بها ولكن الشيخ عبد الباسط أراد أن يؤجل هذا الموضوع نظراً لارتباطه بالصعيد وأهله ولأن الإذاعة تحتاج إلى ترتيب خاص.

 ولكن ترتيب الله وإرادته فوق كل ترتيب وإرادة.. كان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبد الباسط بالمولد الزينبي والذي به خطف الأضواء من المشاهير وتملك الألباب وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبد الباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد النجوم اللامعة والكواكب النيرة المضيئة بقوة في سماء التلاوة.

وبعد الشهرة التي حققها الشيخ عبد الباسط في بضعة أشهر كان لابد من إقامة دائمة بالقاهرة مع أسرته التي نقلها من الصعيد إلى حي السيدة زينب ليسعد بجوار حفيدة الرسول "صلى الله عليه وسلم" والتي تسببت في شهرته والتحاقه بالإذاعة وتقديمه كهدية للعالم والمسلمين.

 

 

 

 

 

 

 

 

عاجل