رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

حوار| صلاح عبدالله لـ«مستقبل وطن نيوز»: أنا مش نجم لكن مصطلح "السنيد" يغضبني.. و"توتا" خليفتي في التمثيل

نشر
مستقبل وطن نيوز
  • أحب شعر العامية أكثر من الفصحى.. وأحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين أكثر من أثروا بي
  • أغيب عن المسرح بسبب تشبعي منه وتفضيل الجمهور سينما المولات عليه
  • مسرح أشرف عبد الباقي عظيم.. ولكني أعتب عليه لأنه نسي نفسه كممثل
  • سعيد بمشاركتي في "هجمة مرتدة" وأقدم شخصية والد أحمد عز
  • مسلسل "جمال الحريم" واقعي.. والسحر مذكور في القرآن

مؤخرا احتفل مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ36، في الفترة من 7 إلى 13 نوفمبر، بالفنان القدير صلاح عبدالله، وكرمه على مجمل أعماله وتاريخه الفني الطويل.

وخلال السطور التالية يحاور "مستقبل طن نيوز" الفنان صلاح عبدالله، للكشف عن رأيه في لقب الممثل السنيد، وحبه للشعر، وأسباب غيابه عن المسرح، والكثير من الأمور الأخرى التي تخص مسيرته الفنية.

- بدايةً كيف ترى تكريمك في مهرجان الإسكندرية السينمائي.. وهل ترى أنه جاء متأخرًا؟

شئ محترم جدًا، وجميل، وحقق لي المثل الذي يقول: "اللي تخاف منه ميجيش أحسن منه"؛ لأنني مقل في الموافقة على مثل هذه الأمور للعديد من الأسباب، كما أثار إعجابي فعاليات المهرجان التي استمرت للنهاية بفضل رئيسه الناقد الفني أمير أباظة وكل من يعملون في المهرجان، واستطاعوا أن يحركوا المركب في ظل هذه الأمواج العاتية، رغم الظروف الصعبة التي مر بها صناع المهرجان، وتطبيقهم الخطة "ب" بالالتزام بكل الإجراءات التي تطبقها وزارة الصحة، فلذلك لابد أن أتوجه بالشكر للمهرجان وصناعه ولكل الجمهور الذي يحبني.

وبالنسبة لتكريمي جاء متأخرًا، فلم أكن أفكر فيه من الأساس ولكني فوجئت بمشوار فني طويل لي استطعت إنجازه.

- رأينا طوال المهرجان مواقف طريفة بينك وبين الفنان محمود حميدة.. فما السر؟

طوال المهرجان كنت أتحدث عن الفنان محمود حميدة؛ لأنني قضيت معه أيام في منتهى الجمال والروعة، فيهما حالة من الحب.

- تحدثت خلال ندوة تكريمك في موضوع مهم وهو "السنيد" ونظرة الجمهور له؟

تخيل أن الأمر لا يتوقف على نظرة الجمهور فقط، بل نظرة الوسط الفني نفسه، فالجمهور لا يهتم كثيرًا بفكرة هذا الشخص سنيد أو يقدم دور ثاني، فكل ما يهمهم هم الفنانين الذين يحبون متابعتهم ومشاهدتهم، فمن ينسى عبد السلام النابلسي، وعبدالفتاح القصري، ستيفان روستي، عدلي كاسب، سيراج منير، عبد المنعم إبراهيم، فهؤلاء القامات ومثلهم عشرات المرات لا تزال سيرتهم وأعمالهم في قلوب الجمهور ويعشقونهم وما زالوا يعيشون معنا حتى اليوم، وهناك أيضًا فنانين الجمهور يعشقهم دون أن يعرفوا اسمهم، ويقولون عليهم: اللي مخدوش حظهم.

- إذًا العيب من الوسط الفني نفسه؟

أنا تعمدت أن أثير هذا الأمر ولم أكن محضرًا له فجاء لي خلال الندوة، ولا ليس عيبا؛ لأن كلمة "سنيد" نفسها ليست عيب، ولكن لها استخدام آخر يكون خفيفا على الممثل مثل "ممثل دور تاني"، "مشارك في البطولة" وهذا حقيقي فإذا قال الفنان جملة واحدة فهو مشارك في البطولة، وهو ما قاله أيضًا الفنان محمود حميدة والمخرج مجدي أحمد علي ومدير التصوير محسن أحمد خلال الندوة.

- في السنوات الأخيرة قل حضور الفنانين للمهرجانات ومشاهدتهم للأفلام.. على عكس الفنانين القدامى.. لماذا؟

أنا كنت دائمًا أناشد فنانينا الشباب في المهرجانات الرسمية التي تمثل الدولة بأن يكونوا متواجدين؛ لأن هذا يرفع من قيمة المهرجان ومن قيمتهم  واسم مصر، وحتى لا يوجه لي أي أحدا سؤالًا :"لماذا لا أحضر أنا أيضًا المهرجانات؟"، فأرد "ده عيب فيا بس علشان أنا مش حاسب نفسي نجم، فإذا أكدوا لي بأنني نجم هروح خصوصا المهرجانات الرسمية التي تكون بها دعايا لبلدنا".

- ماذا عن الشعر في حياة عم صلاح؟

الشعر وسيلة جميلة للتعبير عن أي شئ بداخلك، بها موسيقى وتناغم، وتجذب المتلقي، وحبي للشعر بدأ منذ أن كنت صغيرًا، فالممثل الذي يكمن بداخلي استدعى بداخلي شئ آخر للكتابة سواء كان شعر أو تأليف زجل وأفكار، وآخر للإخراج الذي يدير الموهبتين التمثيل والتأليف، وكل هؤلاء كونوا شخصية صلاح عبد الله.

- ومن الشخصية التي أثرت في صلاح عبدالله بشعرها؟

أنا تأثرت في كتابة الشعر والزجل بالكثير من الشعراء، وخصوصًا شعراء العامية؛ لأن الفصحى أصعب، وعلى الرغم من أنني جيد في اللغة العربية وحافظ الكثير من القصائد، ولكنني وجدت نفسي أحب اللغة العامية التي تخص أهل منطقتي بولاق؛ لأنني بدايتي في الكتابة كنت أكتب عنهم، وأول شخص ممكن أفكر فيه هو أحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين وسيد حجاب وبيرم التونسي، وجمال بخيت وأيمن بهجت قمر.

وتأثرت أيضًا ببعض كتاب الأغاني مثل أحمد رامي وغيرهم من الشعراء، ولكن هؤلاء لم أستطع الوصول لهم؛ لأنني وقتها "التمثيل سرقني" ولم أفكر في كتابة أغاني لمطربين، على الرغم من أنني تمنيت مرة أن أكتب شعر مثلما كتب أحمد رامي للفنانة أم كلثوم.

- ولماذا صلاح عبدالله يغيب كل هذه الفترة عن المسرح؟

أغيب عن المسرح منذ أكثر من 17 عامًا، وذلك لأنني وفنانين جيلي تعودنا في المسرح على مشاهدة الجمهور أمامنا والمسرح ملئ بالناس، وفي الفترة الأخيرة وجدنا الأعداد أصبحت تقل بشكل كبير، وأصبحنا نعرض يومين فقط في الأسبوع، وأحيانًا يوم واحد، ووقتها ارتفعت أسهم السينما بسبب ظهور سينما المولات والتي جعلت المتفرج يذهب لقضاء يوم كامل هو وأسرته في السينما والمول ويقضون يوم كامل بسعر تذكرة المسرح إذا جلس في الصف الأول، وهذاأثر على  قيمة المسرح في نفس الوقت الذي يعد فيه مكلفًا إنتاجيًا، بجانب أن المنتجين أنفسهم طمعوا وغلوا في التذاكر نفسها.

ومن أسباب تغيبي عن المسرح أيضًا في ظل الفترة التي ظهرت فيها السينما بشكل كبير، بدأت أشتغل في الكثير من الأفلام والمسلسلات المهمة، فأخذت القرار وقتها وقولت: "كفاية مسرح لحد كدا بعد 30 سنة احتراف.. منذ عام 2003"، خصوصًا وأنني وقتها حصل لي حالة تشبع، ولم أستطع الرجوع إليه لأنه هو نفسه لم يرجع كما كان.

- وما رأيك في تجارب أشرف عبد الباقي المسرحية.. وهل من الممكن أن تتعاون معه؟

لا استطيع مشاركته في مسرحياته، ولكن تجاربه في المسرح ممتازة جدًا، وأنا أحسده على نشاطه وذكاءه، ولكن عتابي له في أنه نسي نفسه كممثل؛ لأنني أحبه جدًا كممثل، وأرى أن تجربة أشرف عبد الباقي في المسرح عظيمة ولكنني لن أستطيع مشاركته في مسرحية منهم.

- الجمهور يعتقد دائمًا بأن الفنان يصل بسرعة للنجاح الذي يحققه.. فما هي أبرز الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الفنية؟

الجمهور يعتقد ذلك مع الشباب الجدد، أما معنا نحن يعلمون جيدًا حجم الصعوبات التي واجهناها، على الرغم من أن هؤلاء الشباب تعبوا أيضًا، ولكنهم لأنهم رأوهم بسرعة في التليفزيون، أما نحن فأخذوا وقت طويلا ليعرفوننا من التلفزيون، فكانوا يسمعون عنا ويرونا في المسرح، وعندما بدأنا نظهر في التليفزيون والسينما ظهرنا على استحياء، فأخذنا وقت طويل.

- من خليفة الفنان صلاح عبدالله في التمثيل؟

لا يوجد شئ اسمه شخص خليفة لأحد، ولكن يوجد شئ اسمه "في طعم منه"، ويشبهني قليلًا الفنان الشاب محمد عبد الرحمن "توتا".

- حدثني عن مسلسلك الجديد "هجمة مرتدة"؟

هو عمل ينتمي لنوعية المسلسلات الوطنية التي أحب وجودي فيها، مأخوذ عن ملف حديث من ملفات المخابرات المصرية، وأرى أننا بحاجة لهذه النوعية من الأعمال لتعريف الأجيال الجديدة بقيمة بلدنا، كما أنني اشتقت للعمل من جديد مع أحمد عز بعد تعاوننا في عدد من الأفلام والمسلسلات، وهو واحد من النجوم الذين أحبهم على المستويين الشخصي والمهني.

وأجسد خلال الأحداث دور والد أحمد عز، ورغم تجسيدي لشخصية الأب في أدوار سابقة، ولكني أحرص على تقديمها بشكل مختلف من عمل لآخر، على الرغم أن مساحة دوري محدودة وليست كبيرة.

- إذًا أنت لست من الفنانين الذين يهتمون بمساحة أدوارهم؟

- كنت أهتم بمثل هذه الأمور في شبابي وبداياتي، ولكن مع اكتسابي الخبرة بمرور الأعوام، أدركت أن تأثير الدور أهم من مساحته، فقد أقدم مشهداً أو مشهدين بما يوازي عملاً كاملاً، وذلك يتضح مع مشاركتي في أول حلقتين من مسلسل "الاختيار" على سبيل المثال.

- وماذا عن مسلسل "جمال الحريم"؟

أعتقد أنه سيكون مفاجأة للجمهور عند عرضه، أجسد دوراً مختلفاً بكل ما تعنيه الكلمة، ولكني لن أتمكن من الإفصاح عن التفاصيل، وأنا سعيد بالتعاون لأول مرة مع المخرجة منال الصيفي، التي استمتعت بالعمل معها طيلة فترة التصوير.

- أحداث المسلسل تدور حول أعمال السحر فهل تؤمن به؟

- نعم، فالسحر مذكور في القرآن ولا مجال للتشكيك في وجوده، وكذلك الحال بالنسبة للتنويم المغناطيسي الذي يُعد موجوداً أيضًا، لذلك فالمسلسل واقعي وليس خياليًا.

عاجل