رئيس التحرير
أحمد ناصف
رئيس التحرير
أحمد ناصف

حي في وجدان المصريين.. «خميس أبو العافية» مراسل التلفزيون المصري ينتقل إلى العالم الآخر

نشر
مستقبل وطن نيوز

يعرفه جيل الثمانينات والتسعينات، تربوا على صوته الفخم وهو ينقل الأحداث الساخنة من الأرض المحتلة، وحين ينتهي من فقرته يقول في نهايتها كلمات تفصل بينها مساحات من الصمت: «كان معكم.. خميس أبو العافية.. مراسل التلفزيون المصري..تل أبيب».

لكنته الفلسطينية المميزة ولغته العربية السليمة، إضافة إلى انهماكه في العمل للدرجة التي لا ينتبه فيها للجنود الصهاينة وهم يتجهون نحوه بهدف أذيته، كلها أمور كانت بمثابة دليل على أن الرجل لم يكن مجرد مراسل للتلفزيون المصري، ولكنه صوت الحقيقة على أرض يسعى الاحتلال إلى تزييف تاريخها، وتهويد شعبها، ومحو هويتها العربية.

كان يظهر يوميًا في نشرات القناة الأولى، خاصة في السادسة والتاسعة مساء، وكانت فقرته بمثابة وجبة إعلامية دسمة، وجريئة، لأنه كان يغطي الأشتبكات، ويتواجد في المناطق الملتهبة، في الوقت الذي يرتدي فيه واقي للرصاص، بينما نظن ونحن نتفرج عليها وسط المعارك القاتلة أن الرصاصة سوف تصيبه في رأسه!

لكن أبو العافية لم يمت برصاص قناص إسرائيلي، قتله فيروس لا يقل شراسة، وخسة عن الصهاينة ليغادر الحياة فجأة، وتبدأ الذاكرة المصرية في استعادته من جديد، ويرن صوته في الأذن ، فيعيد إلينا ملامحه التي كنا نشاهدها ونحن أطفال.

عمله وسط النيران جعل منه خبيرا في الشؤون الإسرائيلية، إلا أن استبداله بـ«طارق عبد الجابر» وغيابه عن الشاشات المصرية تسبب في نسيانه بعض الوقت، ولكن موته أمس حضوره الكامل الطاغي والمؤثر.

60 عامًا فقط هو عمر خميس الذي خطفه الموت – أمس - في أحد مستشفيات يافا وهو يتلقى العلاج من كوفيد-19.

 

 

عاجل